متى نصر الله – 23-11-2011الموافق 28 من شهر ذي الحجة 1432هـ
الحمد لله ذي العز المجيد والبطش الشديد المبدأ المعيد ، سبحانه وتعالي قسم عباده بين شقي وسعيد ، من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ، وما ربك بظلام للعبيد .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده .
وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، وصفيه من خلقه وحبيبه نشهد يا سيدنا يا رسول الله أنك بلغت الرسالة ، وأديت الأمانة ونصحت للأمة وكشف الله بك كل غمة ، وجاهدت في الله حق الجهاد حتي أتاك اليقين
اللهم صل علي سيدنا محمد ، وعلي آل سيدنا محمد ، وعلي أصحاب سيدنا محمد ، وعلي أنصار سيدنا محمد ، وعلي أزواج سيدنا محمد ، وعلي ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)سورة الأنفال}
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)سورة آل عمران}
اللهم أصلح أحوال أمتنا ، اللهم واحقن دماء أمتنا ، اللهم واحفظ أعراض أمتنا ، اللهم وصن حرمات أمتنا ، اللهم وأعز جند أمتنا ، اللهم وارفع راية أمتنا .
اللهم واجعل راية الإسلام عالية خفاقة في ربوع الدنيا غلي يوم الدين اللهم آمين .
أما بعد :
أخي في الله
{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) سورة آل عمران }
{وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) سورة آل عمران }
إنه النصر القادم ، والوعد الصادق ، ولكنه نصر ووعد لا يتنزل إلا بقدر معلوم في وقت معلوم ، نصر ووعد لا يتنزل إلا بشروطه وعلي رجاله فهل أنتم مستعدون ؟
· أخي يا من تظن أن النصر قد تأخر اعلم أن النصر لا يأتي إلا بعد أشد لحظات المجاهدة ، ألم تسمع إلي قول الحق –جل جلاله وتقدست أسماؤه – { حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا –أي وظنوا هم وقومهم الكفار أنهم قد كذبوا - جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)سورة يوسف} في هذه اللحظة التي ظن فيها الجميع –الرسول والذين معه وقومهم الكفار- أن الأمر قد وصل إلي نهايته في التكذيب والظلم والإعراض والشك ، في هذه اللحظة التي وصل فيها الأذى بالدعاة إلي مداه وهم ثابتون علي مبادئهم ، وهنا وفي اللحظة فقط جَاءَهُمْ نَصْرُنَا .
واستمع أيضا إلي قول الحق –تبارك وتعالي – { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ –ماذا حدث لهم - مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ –في هذه اللحظة التي بلغ السيل فيها الربي ، وبلغ الصبر إلي نهايته ، في هذه اللحظة الشديدة يأتي نداء العلي الأعلى سبحانه - أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)سورة البقرة}
ألم تلاحظوا في السيرة النبوية أن أشد لحظات الابتلاء للمؤمنين كانت في غزوة الأحزاب ، حيث وصفها ربنا بقوله { وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)سورة الأحزاب}
ألم تلحظوا أن بعد هذه الغزوة كان المسلمون في فتح يتلوه فتح ، بعد أشد لحظات المجاهدة جاءت الحديبية ثم فتح مكة ثم الطائف ثم جزيرة العرب بكاملها ، أمجاد تعقبها أمجاد وأيام نصر وفرح وتمكين .
· أخي يا من تظن أن النصر قد تأخر اعلم أن الأدب مع الله يقتضي عدم استعجال النصر ، وأن حكمة الله البالغة اقتضت أن يختبر أحبابه وأصفيائه ، وأن النصر يأتي في وقت يعلم الله فيه أن خير المؤمنين أصبح في النصر وليس في انتظار النصر
يروي خباب بن الأرت -رضي الله عنه- أنهم شكوا إلي رسول الله –ص – وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقال : قلنا يا رسول الله ألا تدعوا لنا ألا تستنصر لنا - ألم شديد ، وإيذاء عظيم ، جلد وحرق وخنق وشنق – فقال رسول الله –ص- : (كان الرجل ممن قبلكم يحفر له في الأرض ، فيجعل فيه –أي في الحفرة – ويجاء بالمنشار فيوضع علي رأسه فيشق باثنتين ، وما يصده ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد مادون لحمه من عظم أو عصب ، وما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر –أي ليتمن الله الإسلام – حتي يسير الراكب من صنعاء إلي حضرموت لا يخش إلا الله أو الذئب علي غنمه ولكنكم تستعجلون )
سبحان الله ....بعد كل هذا التعذيب في مكة كان خباب بن الأرت يستعجل وهو الذي كانت رائحة شواء جلده تشم في شوارع مكة من جراء التعذيب ....نعم .
نعم مازال هناك أشياء أخري ، مازال هناك ترك للأموال ...مازال هناك ترك للأهل والأولاد ....مازال هناك ترك للديار ...مازال هناك صراع ونزال .....مازال هناك جهاد وشهادة .
· أخي يا من تظن أن النصر قد تأخر اعلم أن النصر لا يأتي إلا بيقين فيه يقين لا يساوره شك ولا يخالطه ريب { مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)سورة الحج}
أرأيت أصحاب رسول الله –ص- كيف كانوا في الأحزاب لا يأمنون علي شيء كيف كانوا محاصرين ومهددين ثم هم يستمعون إلي بشري رسول الله –ص- بأمور تفوق الخيال ، فإذا بهم مصدقون وبالبشري موقنون ، انظر كيف يحكي البراء رضي الله عنه أن رسول الله –ص- كان يضرب الحجر (ويقول بسم الله ثم ضرب ضربة فقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأبصر قصورها الحمراء الساعة ، ثم قال بسم الله وضرب الثانية فقطع آخر وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن ، ثم قال بسم الله وضرب الثالثة فقطع بقية الحجر فقال رسول الله : الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذه الساعة )
والصحابة في هذا الحصار وفي هذا الضيق وكما وصفوا أن أحدهم لا يأمن علي نفسه ، ويستمعون إلي بشري فتح الشام وفارس واليمن ، فيصدقون عن يقين ، وكأنهم يرونه رأي العين مع رسول الله –ص-
· أخي يا من تظن أن النصر قد تأخر اعلم أن الأجر غير مرتبط بالنصر ، ولكن بالعمل { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)سورة النحل}
واعلم أنه كلما حسن عملك ،كلما عظم أجرك ، وكلما زاد جهادك ، كلما كمل ثوابك ، وأنك إلم تري النصر بعينيك فسيراه أبناؤك وأحفادك .
· إخواني أحمل لكم آية عجيبة ، وكل آيات الله عجيب ، كنز من كنوز المنان ، وعطية من عطايا الرحمن { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) سورة آل عمران} أتعلمون أيها الإخوة متى نزلت هذه الآية ؟ نزلت بعد أحد ! بعد أحد ؟! نعم بعد هزيمة ؟! نعم
ليعلم الله المؤمنين أن العزة والعلو ، لا يتأثران بهزيمة مرحلية ، ولا يرتبطان بنصر مرئي ، ولا يعتمدان علي تمكين مشاهد .
ليعلم الله المؤمنين أن الأيام دول ، وأن التاريخ دورات فلهذا دورة ، ولهذا دورة ، وأما الدورة الأخيرة فهي للمؤمنين .
· أيها المؤمنون عباد الله أنتم الأعلون
- أنتم الأعلون لأن إلهكم الله الذي لا إله إلا هو سبحانه ، وما كان الله لا يعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا .
- أنتم الأعلون لأنكم أتباع النبي محمد –ص- خير الخلق وسيد الرسل ، والماحي الذي يمحوا الله به الكفر ، والحاشر الذي يحشر الناس علي قدمه ، والعاقب الذي ليس بعده –نبي - .
- أنتم الأعلون لأن كتابكم القرآن فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما يأتي بعدكم ، وحكم ما بينكم ، من خالفه من الجبابرة قسمه الله عز وجل ، ومن ابتغي العزة في غيره أذله الله عز وجل ، ومن ابتغي العلم في غيره أضله الله عز وجل ، وهو حبل الله المتين ، ونوره المبين ، وشفاؤه النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن اتبعه ، لا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستقيم ، ولا تنتهي عجائبه ، ولا يخلقه كثرة الترديد ، من حكم به عدل ، ومن تمسك به نجي ، ومن عمل به أجر ، ومن اقتفي أثره هدي إلي صراط الله المستقيم .
- أنتم الأعلون لأن شريعتكم الإسلام ، دين ودنيا ، جسد وروح ، عقل وقلب ، نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا ، فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة ، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة ، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء ، وهو مادة وثروة أو كسب وغني ، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة ، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء ) فما ترك الله من شيء إلا ووضعه دينه (ما فرطنا في الكتاب من شيء )
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا سورة المائدة }
- أنتم الأعلون لأنكم الأكمل أخلاقا (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
- أنتم الأعلون لأن الملائكة تثبتكم { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سورة الأنفال }
- أنتم الأعلون لأن الطمأنينة في قلوبكم { وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) سورة الأنفال }
- أنتم الأعلون لأن الجنة موعدكم { إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111) سورة المؤمنون }.
وختاما ...أخي وحبيبي ورفيقي في طريق الله ، يا مسلم يا عبد الله ، يا من سيناديك الحجر والشجر –بلسان الحال أو بلسان المقال بكليهما نؤمن ونصدق - يا مسلم يا عبد الله ،جفف دمعك ، واجبر كسرك ، وارفع راسك ، واعلم أن الأيام القادمة لك لا لغيرك ، وأن المستقبل لدينك لا لدين غيرك وأن العاقبة للمتقين ، واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا ، وأن أنوار الفجر لا تأتي إلا بعد أحلك ساعات الليل ، وأن الله ناصرك مادمت ناصره ، ومعك مادمت معه ، وهاديك إلي سبيله مادمت مجاهدا في سبيله { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
- سورة العنكبوت }
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه .
أحمدك ربي حق حمدك ، وأشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك في ملكك ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبدك ورسولك
إخواني الكرام : ساعات ويبدأ العام الهجري الجديد ، وكما تعلمنا أن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضي لا يدري ما لله فاعل به ، وأجل قد بقي لا يدري ما لله قاض فيه ، ووصية الفضيل للختيار صاحب الستون عاما تصح وصية لنا حينما قال له كم عمرك أجابه ستون عاما ، فقال له أي أنك منذ ستون سنة تسير إلي الله يوشك أن تصل ، فقال الرجل ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقال الفضيل ، من علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع ، علم أنه بين يدي الله موقوف ، ومن علم أنه موقوف علم أنه مسئول ، ومن علم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا ، فسأله الرجل وما الحيلة يا إمام قال : اتق الله فيما بقي يغفر لك الله ما مضي وما بقي .
تعالي نغسل أخطائنا بدعائه، ونحي قلوبنا بمناجاته ،
اللهم يا من تري مكاننا وتسمع كلامنا ولا يخفي عليك شيء من أمرنا لك الحمد كله ولك الشكر كله ولك الكبرياء والعظمة ، اللهم صل وسلم وزد وبارك علي طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ، اللهم اغفر لنا ما فات ، واعصمنا فيما هو آت ، اللهم أحي قلوبنا بذكرك ، وجوارحنا بطاعتك ، وأسرارنا بخشيتك ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا ، اللهم واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ،
اللهم وخذ بأيدينا ونواصينا إلي الحق الذي ارتضيته لنا ، اللهم وخذ بأيدي أبنائنا وبناتنا وزوجاتنا إلي ما تحب وترضي ، واجعل زادنا التقوى ، وخاتمتنا رشدا ، ومآلنا الفردوس الأعلى ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وصل وسلم علي نبينا المختار وأقم الصلاة
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)سورة التوبة }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق