المبشرات من التاريخ – 11-11-2011الموافق 16 من شهر ذي الحجة 1432هـ
الحمد لله ذي العز المجيد والبطش الشديد المبدأ المعيد ، سبحانه وتعالي قسم عباده بين شقي وسعيد ، من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ، وما ربك بظلام للعبيد .
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده .
وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، وصفيه من خلقه وحبيبه نشهد يا سيدنا يا رسول الله أنك بلغت الرسالة ، وأديت الأمانة ونصحت للأمة وكشف الله بك كل غمة ، وجاهدت في الله حق الجهاد حتي أتاك اليقين
اللهم صل علي سيدنا محمد ، وعلي آل سيدنا محمد ، وعلي أصحاب سيدنا محمد ، وعلي أنصار سيدنا محمد ، وعلي أزواج سيدنا محمد ، وعلي ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109) كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111)سورة آل عمران}
أما بعد :
كل عام وانتم من الله اقرب وعلي طاعته ادوم وفي الخير ارغب وعلي طريق الجنة احرص ,كل عام وامتنا اعز نصرا واعلي مكانة وقدرا
اخواني الكرام ....وما زلنا للقاء الثالث علي التوالي نعالج أسباب اليأس ، ونسوق البشريات ، ونعمق فينا اليقين بأن الله ناصر دينه ، ومعز جنده ، وعدا أزليا وحكما قديما {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)سورة الصافات}
وهذا الوعد ليس لعصر دون عصر أو زمن دون زمن ، ليس لجيل دون جيل أو مكان دون مكان ، وعدا عليه حقا في الزبور والقرآن { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) سورة الأنبياء}
اللهم لك أسلمنا وبك آمنا وعليك توكلنا وإليك حاكمنا وفيك خاصمنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير .
سبحانك ربنا الملك ملكك ، والخلق خلقك ، والأمر أمرك ، وإذا أردت شيئا فإنما تقول له كن ....فيكون .
ولقد كان ما اراد الله فراينا هذا النصر حقيقة مشاهده وواقعا ملموسا في صفحات التاريخ لا أقول أياما أو شهورا أو سنوات بل رأيناه قرونا عدة ، وكان المسلمون دائما أقل عدد وعدة .
رأينا المسلمين ينصرون علي عدوهم في بدر مع فارق العدد والعدة ، انظروا إلي وصف المولي عز وجل في كتابه
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)سورة آل عمران}
انظروا إلي التصوير نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ .
رأينا المسلمين ينصرون في اليمامة باثني عشر ألفا مقابل أربعين ألفا من المرتدين .
رأينا خالد بن الوليد يفتح العراق بثمانية عشر ألفا من الرجال ويدك حصون الفرس في خمسة عشر موقعة متتالية دون هزيمة وكانت أقل جيوش الفرس ستين ألفا .
رأينا المسلمين في القادسية ينصرون باثنين وثلاثين ألفا من الرجال علي مائتين وأربعين ألفا من الفرس .
رأينا المسلمين في نهاوند ينصرون بثلاثين ألفا علي مائة وخمسين ألفا من الفرس .
رأينا المسلمين في تستر ينصرون بثلاثين ألفا علي مائة وخمسين ألفا من الفرس .
حدث ذلك ثمانين مرة مع الفرس ودون هزيمة .
رأينا المسلمين في اليرموك ينصرون بتسعة وثلاثين ألفا علي مائتي ألف من الروم .
رأينا المسلمين ينصرون في وادي برباط في فتح الأندلس باثني عشر ألفا علي مائة ألف قوطي اسباني .
رأينا ذلك وأمثاله مئات بل آلاف المرات .
اقرءوا التاريخ يا إخوة ، والله الذي لا إله إلا هو لا يوجد تاريخ في الأرض مثل تاريخ المسلمين ، ولا يوجد دين مثل دين المسلمين ، ولا يوجد رجال مثل رجال المسلمين .
حتي السقطات التي كانت في تاريخ المسلمين ، أتبعت بقيام أقوي وأشد ، وتعالوا نقلب صفحات قلائل :
· بعد وفاة الرسول –ص- ارتدت الجزيرة العربية بكاملها إلا ثلاث مدن وقرية ، المدينة ومكة والطائف وقرية هجر بالبحرين ، ولم تكن الردة كما يعتقد البعض بمنع الزكاة فقط ، بل ارتد الكثير عن الإسلام بالكلية ، ومنهم من فتن المسلمين عن دينهم ، ومنهم من قتل المسلمين بل إن منهم من ادعي النبوة وليسوا بالقليل ، وعم الكفر الجزيرة العربية ، وآيس بعض الصحابة وكان الموقف أشد مما نحن فيه الآن ألف مرة ، حتي قال بعضهم "يا خليفة رسول الله ، لا طاقة لنا بحرب العرب جميعا ، إلزم بيتك وأغلق بابك واعبد ربك حتي يأتيك اليقين "
ظنوا أنه لا أمل في القيام ، ولكن الله من علي المسلمين بأبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي قام كالأسد الهصور يردد كلمة لو قالها المسلمون لسادوا الدنيا جميعا ، قال : " أينقص الدين وأنا حي "
"أقاتلهم وحدي حتي تنفرد سالفتي ..." فقام وقام معه المسلمون ، وما هو إلا عام من الجهاد والقتال والنزال ، سقطت دماء ، وقطعت أشلاء ، وصعدت أرواح إلي بارئها حتي أشرقت الأرض من جديد بنور ربها ، وأسلمت الجزيرة العربية بكاملها ، بل وأخذ أبو بكر الصديق قرارا أحسب أنه أعجب قرار في التاريخ ، وهو إخراج جيشين من الجزيرة العربية جيش لفتح بلاد فارس ، وجيش آخر لفتح بلاد الروم .
عجبا لك أيها الجبل ، دولتان تقتسمان العالم ، ودولة صغيرة خارجة من حرب أهلية مدمرة ولكن لما العجب ، إنه موعود " وكان حقا علينا نصر المؤمنين "
ويفتح الله عليه الدولتين وتكون انتصارات بلا هزائم وتمكين بلا ضعف وأمن بلا خوف .
· أسمعتم يا إخواني عن ملوك الطوائف ، وكيف قسمت بلاد الأندلس إلي أكثر من عشرين دولة صغيرة متناحرة مع أختها ، وكيف انتشرت العمالة والخيانة والخزي والعار " سفه ومجون وخمر ونساء وانحلال لم يتوقف عند الأندلس ولكنه عبر البحر ليحل بالمغرب والجزائر وليمتد إلي السنغال وموريتانيا .
ثم من الله علي الأمة برجل ، رجل واحد ، الشيخ عبد الله بن ياسين يدعوا إلي الله علي بصيرة ، يربي ويعلم ، ويجاهد و يثابر فإذا الرجل رجلان ، والرجلان أربعة ، والأربعة ألف وألفان وعشرة آلاف ، وإذا البلاد تفتح والإسلام ينتشر ودولة المرابطين تقوم ، وإذا برجال كأنهم ملائكة يوسف بن تاشفين وأبو بكر بن عمر يعلمان ويربيان ، ويجاهدان ويصابران ، فإذا بالدولة تتسع والخير يعم ، ويدخل في الإسلام ثلث أفريقيا ، ويصبح الجيش مائة ألف فارس في الشمال ، وخمس مائة ألف فارس في الجنوب ، وإذا بالجيوش تعبر إلي الأندلس فتعيد البسمة إلي شفاه المسلمين ، وتشف صدور قوم مؤمنين ، وتذهب غيظ قلوبهم ، وتذل الشرك وأهله ، وتعز الإسلام وحزبه ، وتنتصر في الذلاقة بثلاثين ألفا يهلكون ستين ألفا من القوط الأسبان .
أرأيتم طاقة الإسلام كيف تكون ، أرأيتم رجالات الإسلام كيف تكون ، أرأيتم شريعة الإسلام كيف تحي الأرض بعد مماتها وتقيم الأمة بعد سقوطها .
· ثم لماذا نذهب بعيدا ، هل أتاكم نبأ فلسطين ، لماذا الجزع من احتلال دام بضع وستين عاما ، ألم تسمعوا عن حملات الصليبين البشعة ، ألم تعلموا أنهم مكثوا في فلسطين مائتين من السنين ، وفي بيت المقدس اثنين وتسعين سنة ، ألم تقرءوا أنهم قتلوا في بيت المقدس سبعين ألفا من المسلمين وكانوا يسيرون في دماء المسلمين إلي ركبهم ، ثم ألم تر كيف فعل ربك بالصليبين ؟! :
دارت في التاريخ دورتهم ، وانتهت من السيطرة دولتهم ، وذل من العز سلطانهم ، وأفل بعد السطوع نجمهم ، وبقيت جرائمهم شاهدا علي خستهم وحقارتهم ودناءتهم ، وحل بهم ما حل بتوفيق الله لجهود رجال متوضئون متطهرون ، قارءون لكتاب ربهم خاشعون في صلاتهم ، حاملون لسيوفهم معتمدون ومتوكلون علي ربهم ، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ، قام رجال أمثال عماد الدين زنكي ، ونور الدين محمود الشهيد ، وصلاح الدين الأيوبي ، قاموا يحرصون علي الموت فوهبت لهم الحياة ، قاموا يتزينون للجنة فتزينت الجنة لهم ،كانوا مع الله فكان الله معهم ، صدقهم الله وعده ، ونصر عباده ، وأعز جنوده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا هو سبحانه ، فكانت حطين ، وكان ما بعد حطين ، وكانت أياما تشرف التاريخ بتدوينها
· ثم ألم يأتكم نبأ الدولة العثمانية ، وسقوط الخلافة الإسلامية علي يد مصطفي كمال أتاتورك وقبوع معظم البلاد الإسلامية تحت نيران الاحتلال يسومون أهلها ألوانا من العذاب يذبحون أبنائهم ويستحيون نسائهم فأيد الله للأمة رجالا في جميع أقطارها التي قسمها الاستعمار بديع الزمان سعيد النورسي في تركيا ، حسن البنا في مصر ، عز الدين القسام في فلسطين ، السنوسي في ليبيا ، ابن باديس في الجزائر ، أبو الأعلى المودودي في الهند ، أبو الحسن الندوي في باكستان ، وغيرهم قاموا يهدموا ما بناه الاستعمار ، ويعملون لإقامة الخلافة مرة أخري ويدعون للإسلام الشامل ، وللأخوة العامة بين جميع المسلمين ، فربوا رجالا يخوضون الغمار ويتحملون الشدائد ، ويحررون البلاد من الاستعمار ، وينشرون الفهم الصحيح للدين ، ويدفعون ثمنا لذلك الغالي والنفيس ، وصبروا علي ذلك ، حتي أذن الله للشعوب أن تتحرر ، وللأفهام أن تصحح ، وها نحن نري ونشاهد كيف يعلوا نجم الإسلام والإسلاميين ويخفت ويأفل نجم غيرهم ، وها هو الكثير من المحللين ينتظرون إقامة الخلافة من حيث سقطت علي يد حزب العدالة والتنمية ومؤسسيه رجب طيب أردوغان وعبد الله جول .
· ثم لماذا نقلب في التاريخ فقط ، أليس في واقعنا ما يشهد لوعد ربنا بالتحقق ، نعم والله رأينا وسمعنا ، ونحن علي ذلك من الشاهدين .
واعقدوا معي مقارنة بين واقع الأمة الآن وواقعها منذ خمسين سنة
- أرأيتم الصلاة في المساجد ، أرأيتم زوار المساجد وعمارها ؟! من هم ؟! ، وما هي أعدادهم ؟! وما هي أعمارهم ؟! كنا في القديم لا نشاهد إلا أرباب المعاشات وقليل ما هم ، أما الآن فالمساجد في أوطاننا أكثر من أن تحصي ، وعمارها كذلك وجلهم من الشباب والفتيان بل والنساء والفتيات { فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8)سورة الحجرات}.
- أرأيتم إلي الحج والعمرة ، وكيف أن ملايين من المسلمين في كل عام ييممون وجوههم شطر المسجد الحرام في كل عام من كل حدب وصوب ، ومن كل لون وجنس ، ومن كل فج عميق ، أعلمتم أنه أصبح من المستحيل ان تجد الكعبة خالية من الطواف والزوار ، أرأيتم اشتياق الرجال والنساء إلي الحج والعمرة حتي انه في البلاد ذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل مصر لا يذهب للحج من يريد الحج فقط ولكن يذهب الذي تهيأ للحج وجاء اسمه في القرعة ليخلف من ورائه آلافا قدموا ولم يصبهم الدور.
- أرأيتم الحجاب وانتشاره ، في الستينات في الجامعة المصرية لم يكن هناك إلا فتاة واحدة محجبة فقط ، واحدة فقط علي مستوي الجامعة ، ثم دارت الأيام ، فإذا دخلت أحد الجامعات هذه الأيام ونظرت إلي النصف المملوء من الكوب بروح التفاؤل ستجد الآلاف من الفتيات المسلمات المؤمنات القانتات التائبات العابدات السائحات الملتزمات بشرع الله وهدي رسوله .
- بل أرأيتم إلي كل الفئات في مجتمعاتنا وعلي اختلاف توجهاتها كيف تحاول أن تلعب بورقة الإسلام حتي وإن كانوا لا يرغبونه ، وذلك لعلمهم أن هوي الناس وميلهم أصبح مع الشرع ومع الإسلام ، فرأينا الكتاب الإسلامي وانتشاره ، والنشيد الإسلامي وذيوعه ، والفيديو كليب الإسلامي ، والدراما الدينية ، رأينا بنوكا ربوية تفتح فروعا للتعاملات الإسلامية ،الكوافير أفرع للمحجبات ، برامج وقنوات وفضائيات إسلامية بالمئات تنشر القيم وتعلم الإسلام الوسط المعتدل
- وعلي الصعيد العسكري ، ألم تشاهدوا كيف كان جنود الاحتلال الصهيوني يرقصون طربا ويهللون فرحا حين فروا كالجرذان وهربوا كالقطيع من مقاومة شعبية في لبنا ، وكذلك في قطاع غزة ، إياكم أن تظنوا أنهم خرجوا تفضلا منهم ، ولكنهم خرجوا لأنهم لم يقر لهم قرار ، ولم يستطيعوا الاستمرار في احتلال تلك الأماكن ، وغدا إن شاء الله سيخرجون من الأرض بكاملها { وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) سورة الإسراء}
- وعلي الصعيد السياسي : أرأيتم إلي التفاف الناس حول من يتخذون الإسلام منهجا وشعارا مصر وتونس وليبيا وتركيا ، ثم ألم يأتكم نبأ المحاصرين في غزة كيف صمدوا أمام جدار ثم حصار ثم حرب مهلكة ثم جدار فولاذي وكل يوم يمر عليهم يزيدهم عزما علي عزمهم ، وصبرا علي صبرهم ، وثباتا علي ثباتهم ولا نتعجب علي صمودهم ، فهم موعودون فهم الطائفة التي قال في حقها رسولنا –ص- " أنهم غالبون ولعدوهم قاهرون ، ولا يضرهم من خالفهم ، أو ناوئهم ، أو خذلهم حتي يأتي أمر الله وهم كذلك .
ثم أرأيتم إلي ربيع الثورات العربية وكيف أن الشعوب قد انتصرت علي أنظمة استكبرت وتجبرت وظنت أنها آلهة من دون الله ، ألم تعلموا أن الإيمان ثبتهم ، والإسلام زودهم ، فإذا هم صابرون مصابرون مرابطون متقون أفلح أكثرهم ، وفاز أغلبهم وسيلحق بهم من بقي، فإنه ليس عُقبى الباقي غير اللحاق بالماضي .
- وعلى أثر من سَلَفَ .. يمشي من خَلَف ، حتي تتطهر الأرض العربية بأسرها من كل جبار مستكبر عنيد { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) سورة إبراهيم}
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه .
أحمدك ربي حق حمدك ، وأشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك في ملكك ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبدك ورسولك
تعالوا إخواني إلي أوضح من كل ما ذكرنا ، تعالوا إليكم أنتم ، ألا تلاحظون من أنتم ، وأين أنتم ، ثم ماهي أصولكم ، وكيف جئتم إلي هذه البلاد ، ثم كيف أصبحت أحوالكم ، ولستم الوحيدين ، أمثالكم في الأقطار كثر ، أرأيتم إلي الجاليات الإسلامية في الغرب ، اسمعتم عن مدارسها ومساجدها ومراكزها وجرائدها ومؤتمراتها وإذاعاتها وشركاتها .
أعلمتم أن الدين الإسلامي أسرع الأديان نموا في العالم
أليس هذا فتحا ونصرا وأملا
بلي ....وستزداد الأعداد ويتسع الفتح { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)سورة الروم }
اللهم إنا نسألك العزيمة علي الرشد ، والاستقامة علي الأمر ،اللهم أحينا علي الإسلام ، وتوفنا علي الإسلام ، واحشرنا في زمرة المسلمين غير خزايا ولا نادمين ، ولا مبدلين ولا مغيرين ، ولا مقصرين ولا مفرطين .
اللهم رد عنا وعن أمتنا كيد الكائدين ، ومكر الماكرين ، وسوء المتربصين ، وجهل الجاهلين ، وانتحال المبطلين .
اللهم احقن دماء المسلمين ، وصن حرمات المسلمين ، واحفظ أعراض المسلمين ، واستر عورات المسلمين .
اللهم رد المسلمين إلي دينك مردا جميلا ، اللهم اهد رجال المسلمين ، واهد نساء المسلمين ،واهد شباب المسلمين ، واهد فتيات المسلمين ، اللهم واهد ابنائنا وبناتنا ، احيهم بمعرفتك ، ربهم علي دينك ، أنشئهم في طاعتك ، واصنعهم علي عينك .
اللهم واجعل عاقبة امرنا رشدا ، ومنتهي مآلنا جنة عرضها السماوات والأرض اعدت للمتقين .
وأقم الصلاة
(الصلاة خواتيم سورة المجادلة 19: 22 سورة المجادلة )
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق