السبت، 3 أبريل 2010

وصله الله


لطالما تستمع آذاننا -إذاكنا من رواد المساجد - إلي بعض العبارات التي من الأهمية بمكان بدليل أن ذكرها مرتبط بأداء الشعائر ، ولكن ...!!!، وبالرغم من أهميتها...!!!! إلا أننا نعتد عليها وتصبح راتبة تماما كرتابة الحياة من حولنا *

كثيرا كثيرا مايتجه الإمام إلي المصلين فور اعتلائه الصفوف تاليا علي الأسماع تلك العبارات (استقيموا واستووا،ساووبين الصفوف وسدو الفرج ، من وصل صفا وصله الله ....) وتفاعل المصلين معها دائما لايتعدي أن ينظر الواقف يمينا ويسارا ...!!!!

والمدقق المتأمل لهذه الكلمات لن يجدها كلمات !!!!! لكنه سيجدها قواعد عظيمة ، وقوانين رائعة لنهضة الحياة *

فما أحوج مجتمعاتنا إلي الإستقامة الكاملة علي أمر الله بلا نقصان ، ولاطغيان ولاالتفاف ولاالتواء ، ويالها من فضيلة صعبة المنال نثرت الشيب في رأس المعصوم -صلي الله عليه وسلم- حين أمر " فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولاتطغوا إنه بماتعملون بصير " ولذلك كان الصالحون يستعينون علي بلوغ هذا الخلق بالدعاء مرددين {اللهم أنت ربنا لاإله إلا أنت فارزقنا الإستقامة } *
وما أشد احتياجنا إلي صفوف سوية ومجتمعات سوية منضبطة ملتزمة تحترم النظم والأعراف وتطبق اللوائح والقوانين ، ويصحبها نهج عام وهوالتزامها بالآداب"وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا" *
وأما سد الثغرات فإنها لفضيلة تقضي علي الفجوات والثغرات ، وبإحيائها لن تجد عملا معطلا ، ولن تجد كفائة مهملة ، ولن تجد السلبية القاتلة التي أسنت معها الحياة وتعفنت ، ولو عمل الناس يهذا المبدأ العظيم (سددوا وقاربوا ) لسادوا وقادوا وتبوئوا مكانتهم اللتي ارتضاها المولي -عزوجل- لهم "خيرأمة أخرجت للناس"*
فإن لم يحركنا توقنا للريادة والقيادة فحتما سيحركنا توقنا إلي صلة بالله تمسح عنا أسي الطريق ، وأثر الذنوب ، ومشقة المسير ، وتمنحنا الرضا واليقين والبشر ، وتكفل لنا حياة رغدة هنيئة في جناة النعيم *