السبت، 20 مارس 2010

الوجه الذي تريد

الناس كتب ، وهذه الكتب مليئة بالدقائق والأسرار ..........ولو قدر لنا أن نقرأ كتب دواخلنا في الدنيا ، لأصابنا منها فزع ورعب وقلق ....وهي ليست غريبة عنا انها ذواتنا ....رغباتنا ....أو ان شئت فقل شخصيتنا الحقيقية ।
من أجل ذلك وحتي يستطيع الإنسان أن يتعايش مع نفسه أخر الله سبحانه مفاجأة الكشف والإنجلاء والتعري أما م الذات لليوم الحق ، يومها يقرأ الإنسان كتابه المعلق في عنقه "ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ،اقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا " ، وتظهر الأسرار وما هو أخفي من الأسرار "يوم إذ تعرضون لاتخفى منكم خافية "
والذي يضاعف يومها الألم ويزيد الحسرة أن أعمالنا كسبناها باختيارنا "ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا"
وحتي لو تمالكتنا الشجاعة ، وفكرنا في تعجيل المكاشفة مع ذواتنا ، والوقوف علي حقيقة دواخلنا واسترجعنا ما سلف من العمر منذ عهد الطفولة حتي اليوم الذي نعيشه ، فإننا سنتوارى خجلا من جل الأعمال اللهم إلا قليل القليل ।
وهذا ما عبر عنه الرافعي في زجره ( لو ظهرت حقائق نفوس الناس لكانت وجوههم كنعالهم )!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ومن ثم فعلي العاقل أن يتبين طريقه ، وموضع قدمه ، ويتصالح مع داخله ليكون الوجه الذي يريد ।
طفولة من جديد
والبداية دائما تكون من البداية ......بمعني أن الإنسان أسير لتنشئته الأولي ، والتي ليس لأي منا دخل فيها ......فطفولتنا المسكينة تصنعها بيوتنا ، وجيراننا ، وقرانا ، ومدارسنا .......هؤلاء جميعا يشكلون طفولتنا .....ثم تطبع تلك الطفولة علي الفتوة ثم الرجولة ثم الكهولة إن قدر لنا البقاء إلي نهاية المشوار ।
ومهما تحللنا من أسرها ، فإنها تصر علي أن تستبقي بعضا منها في حياتنا ، وكل ما يفعله أصحاب العزائم ،أن يتولوا تربية طفولتهم من جديد ، فيصلحوا قبيحها ، ويزكوا حسنها ، ويضيفوا إليها كل جديد ومفيد ।
فهل ترانا نعود بأنفسنا إلي عهدها الأول ....إلي طفولتها .....إلي الفطرة التي فترها الخالق سبحانه عليها حيث الوضوح ، والنقاء ، والطهر ، والصفاء ؟!!!!!!!!!
وهل نبذل جهدنا لننسجم مع دواخلنا ونرسم لنا وجوها تسرنا قبل أن تسر الناظرين ......وجوها تستحق يوما أن تنعم بالنظر إلي وجه الله الكريم ؟
الله سبحانه أسأل أن يرزقنا العزيمة علي الرشد والثبات علي الأمر فهو سبحانه نعم المولي ونعم النصير