الناس كتب ، وهذه الكتب مليئة بالدقائق والأسرار ..........ولو قدر لنا أن نقرأ كتب دواخلنا في الدنيا ، لأصابنا منها فزع ورعب وقلق ....وهي ليست غريبة عنا انها ذواتنا ....رغباتنا ....أو ان شئت فقل شخصيتنا الحقيقية ।
من أجل ذلك وحتي يستطيع الإنسان أن يتعايش مع نفسه أخر الله سبحانه مفاجأة الكشف والإنجلاء والتعري أما م الذات لليوم الحق ، يومها يقرأ الإنسان كتابه المعلق في عنقه "ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ،اقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا " ، وتظهر الأسرار وما هو أخفي من الأسرار "يوم إذ تعرضون لاتخفى منكم خافية "।
والذي يضاعف يومها الألم ويزيد الحسرة أن أعمالنا كسبناها باختيارنا "ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا"।
وحتي لو تمالكتنا الشجاعة ، وفكرنا في تعجيل المكاشفة مع ذواتنا ، والوقوف علي حقيقة دواخلنا واسترجعنا ما سلف من العمر منذ عهد الطفولة حتي اليوم الذي نعيشه ، فإننا سنتوارى خجلا من جل الأعمال اللهم إلا قليل القليل ।
وهذا ما عبر عنه الرافعي في زجره ( لو ظهرت حقائق نفوس الناس لكانت وجوههم كنعالهم )!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ومن ثم فعلي العاقل أن يتبين طريقه ، وموضع قدمه ، ويتصالح مع داخله ليكون الوجه الذي يريد ।
طفولة من جديد
والبداية دائما تكون من البداية ......بمعني أن الإنسان أسير لتنشئته الأولي ، والتي ليس لأي منا دخل فيها ......فطفولتنا المسكينة تصنعها بيوتنا ، وجيراننا ، وقرانا ، ومدارسنا .......هؤلاء جميعا يشكلون طفولتنا .....ثم تطبع تلك الطفولة علي الفتوة ثم الرجولة ثم الكهولة إن قدر لنا البقاء إلي نهاية المشوار ।
ومهما تحللنا من أسرها ، فإنها تصر علي أن تستبقي بعضا منها في حياتنا ، وكل ما يفعله أصحاب العزائم ،أن يتولوا تربية طفولتهم من جديد ، فيصلحوا قبيحها ، ويزكوا حسنها ، ويضيفوا إليها كل جديد ومفيد ।
فهل ترانا نعود بأنفسنا إلي عهدها الأول ....إلي طفولتها .....إلي الفطرة التي فترها الخالق سبحانه عليها حيث الوضوح ، والنقاء ، والطهر ، والصفاء ؟!!!!!!!!!
وهل نبذل جهدنا لننسجم مع دواخلنا ونرسم لنا وجوها تسرنا قبل أن تسر الناظرين ......وجوها تستحق يوما أن تنعم بالنظر إلي وجه الله الكريم ؟
الله سبحانه أسأل أن يرزقنا العزيمة علي الرشد والثبات علي الأمر فهو سبحانه نعم المولي ونعم النصير